نزاريات
الربيعية
بقلم:سلطان الوني
هاأنا أعود بصحبة قلمي الهزيل
سافرتُ بفكري إلى الوراء لأقف أمام عاشق يُوصي أخيه الصغير أن يكتب ما حفِظَهُ على نصيلة قبره حيث سجل حُزنه في تلك الوصيه ويالهُ من حُزنٍ وعذاب حين تُحب ابنة عمك وهي تُحبك وفجأةً وبدون سابق انذار تنقلبُ عليه وتبدأ لا تراهُ شيئاً مهما اعترض طريقها ليخلوا بنفسه مهزُوماً أمام عُذّاله ويصل نهايةً هو جُزءً منها تارِكاً الصبر لمن يُريدهُ غيره وأخيراً يموت ويُنفذ ما طلبه بعد عودة القوم من القبر؟ وإليكم النزارية
علمُوها كيف تقتلُ عاشقاً
شُلّت بقصر هواها قدماهُ
علمُوها كيف تُكفِنُ قلباً
بأبيضِ عُظيمٍ لاح سماهُ
علمُوها كيف تُريقُ عِرقاً
بشوك وردٍ قطفتها يداهُ
علمُوها كيف توقدُ جمراً
وِسطَ خدٍ قَعُرَ مداهُ
علمُوها كيف تستعبدُ حُراً
أعيا العذارى سهماً رماهُ
علمُوها كيف تمزج سُمّاً
بريق مُحبٍ قَطَّعَ شفتاهُ
علمُوها كيف تُهيجُ بحراً
وتتركه براً تُحرِقُ رمضاهُ
علمُوها كيف تُطفِئُ نجماً
أضاء الأُفُقَ قبلها سناهُ
علمُوها كيف تنصِبُ فَخّاً
توادعت بإثرِ موتهِ ضحاياهُ
علمُوها كيف تَندِبُ كذِباً
حول قبرٍ فاتها عزاهُ
نزارية:سلطان الوني
وقبل الغروب أتت ابنة عمه إلى قبره حيث لا يوجد أحدٌ هناك وقامت تنظر إليه وتبكي وتلطُمُ نفسها ونظرت إلى ما كُتب على نصيلة قبره التي وضعها أخيه بعدما ذهب الناس وفاءً لوعده وراحت تقرأ وهي مُتقطعة الأنفاس حيث وصلت أخر بيتٍ كُتب وهو: علموها كيف تندِبُ كذِباً.حول قبرٍ فاتها عزاهُ!
فأخذت حِجارةً شلفاء حادةً وقطعت يدها حتى شُلَّ الدم جاعِلةً من إصبعها قلماً يُدون على ثوبها ما تكتب من ظُلم أخوتها
الذي استسلمت له لأجل حفظ استقرار أُسرتِهم المُكونه من العائلتين جاعلةً حُبها وحُب ابن عمها الضحية وهم خلف الكواليس ..وإليكم النزارية
وما علموها تموتُ عليك قهراً
وتُطالبُ بجوارِ قبرك قبراً
فانظُر الروح تلحقُك ليلاً
مُبقيةً جسدها يُتاوى جهراً
إلى أن قالت: قتلتُك وقتلتنِي بالهوى عِزاً
نزارية:سلطان الوني
""ولم تكمل وبعد البحث عنها طوال الليل من أهلها وأهل الحي تُلقى في الصباح ميتةً بجانب القبر وقد كتبت نزاريتها على ثوبها الأبيض وعند الظهر تُدفن بجانبه وتكون نهايةً بعاشِقين ونزاريتين وقبرين"""